مرأة فقدت نفسها

بعد النفاس


نوره

شخصية تخيلية أطرح من خلالها ملامح لبعض المشكلات النفسية.. أناقش فيها متابعيّ على حسابي في تويتر، بهدف التوعية ورفع الثقافة النفسية…

التغريدة الأولى هنا، ويمكنكم الإطلاع على المشاركات والنقاشات فيما بين المتابعين…

وبعد يومين قمت بتحليل التغريدة السابقة ومناقشة الحالة بعد استعراض مشاركات المتابعين، في محاولة للإجابة على التساؤلات وتصحيح المفاهيم المغلوطة 

فيما يلي سأعيد كتابة  النقاش ومراجعة الحالة…

٣٣ مشاركاً (١٢.٥٪) قالوا أنها حالة اكتئاب ما بعد الولادة (الأصح عربياً اكتئاب النفاس). وهؤلاء أشكل عليهم حدوث المرض بعد الولادة. لكن الأعراض الأبرز في هذه الحالة أيضاً ليست اكتئابية كما سيأتي، من ناحية، وامتدت 3 سنوات وهذه مدة طويلة وليس الحال كذلك عادة في اكتئاب النفاس.


٤ مشاركين (١.٥٪) قالوا أن حالة نوره اكتئاب. ومع أنني أتفهم وجه إشكالهم وهي الإنطواء والسرحان وإهمال نفسها وطفليها.  لكن الجواب غير صحيح، اذا لا وجود واضح لأعراض الإكتئاب المعروفة والتي لا يمكن تشخيص حالة إكتئاب بدونها مثل الحزن والضيق المستمرين أو عدم القدرة على الإستمتاع بشيء، إضافة للبكاء والتفكير السلبي واضطرابات النوم وشهية الطعام... الخ.

بل إن الأعراض المذكورة غير ذلك تماماً.


مشارك ١ قال أنها اضطراب وجداني، وقد اقترب خطوة إلى الجواب الصحيح أكثر من سابقيه.

و ٥ مشاركون (١.٩٪) قالوا أنها حالة اكتئاب ذهاني. وهؤلاء لهم تهنئة لتعرفهم على الصورة الذهانية في الحالة.

١٢ مشاركا (٤.٦٪) قالوا أنها ذهان النفاس. وهؤلاء لهم تهنئة لمعرفتهم أعراض الذهان فقط، لكنهم ربطوه بالنفاس وهذا هو الجانب الخطأ، إذ أن تزامن بداية المرض بالنفاس لا يعني السببية من ناحية، كما أن ذهان النفاس الذي يستغرق اكثر من 6 أشهر يصبح شيئاً آخر.


٧ مشاركين (٢.٧٪) قالوا أنها حالة ذهانية فقط، ولم يأتوا بذكر للإكتئاب أو يربطوها بالنفاس. وهؤلاء هم الأقرب للصواب ولهم تهنئة خاصة.

أما التهنة العظمى فهي للذين قالوا أن الحالة فصام (٦ مشاركين، ٢.٣٪) لأن الأعراض ذهانية ومزمنة نسبياً. أما حدوثها بعد الولادة فلا قيمة له الآن بعد ٣ سنوات (لذلك نقول أنها على  الأرجح حالة فصام ونتجاهل مسألة النفاس تماماً لأنها لا يقدم ولا يؤخر في العلاج.

الفصام مرض ذهاني مزمن، من أعراضه الهلاوس السمعية والبصرية (نوره كانت تتحدث مع نفسها وتتمتم وتتفاعل مع الأصوات التي تسمعها)، ومن أعراضه كذلك تدهور الأداء كإهمال نوره لنفسها وأطفالها وبيتها، وترك عملها، وانسحابها من المجتمع.

لم يكن لدى نوره ضلالات (اعتقادات ضالة لا يصدقها احد وتتصرف لحسبها)، وهي إحدى الأعراض البارزة في الفصام ولكن لا يلزم وجودها طالما حقق المريض الحد الأدنى من معايير التشخيص، وهذا ماتحقق في حالة نوره.