إدمان المواد الإباحية

معلومات ربما لا تعرفها

ما هو إدمان الإباحية؟

إدمان الإباحية، يعرف أيضا باسم "استخدام المواد الإباحية القهري" وهو نمط من السلوك حيث يواجه المرء صعوبة كبيرة في السيطرة على استخدامه للمواد الإباحية على الرغم من معرفته بالضرر الذي يمكن أن يحدث جراء ذلك.

وكما في أنواع الإدمان الأخرى، يؤدي إدمان المواد الإباحية إلى علامات الإدمان المعروفة مثل الرغبة الشديدة في المواد الإباحية، ثم الإستسلام وقضاء الوقت الطويل في البحث عنها ومشاهدتها، ولو كان ذلك على حساب مسؤولياتهم واهتماماتهم الأخرى كالعلاقات والدراسة والعمل.

ما مدى انتشار إدمان الإباحية في المجتمع؟

لا تزال الأبحاث والمعلومات محدودة حول انتشار إدمان المواد الإباحية، حيث لم يصنف هذا الداء رسمياً في الدليل التشخيصي والإحصائي للإضطرابات النفسية في نسخته الخامسة. ومع ذلك، تشير الكثير من الدراسات إلى أنه أكثر شيوعا عند الذكور المراهقين والشباب، منه عند الإناث والأكبر سناً.


متى تصبح مشاهدة المواد الإباحية حالة مرضية؟

لن نتحدث عن الرأي الشرعي هنا فهو معروف ومفروغ منه.. ولكن، للإجابة على هذا السؤال الجدلي: لا يوجد خط واضح بين مشاهدة المواد الإباحية "الضارة" و "غير الضارة".  وما يمكن اعتباره آمناً أو مقبولاً عند أحدهم قد يعتبره آخر ضاراً أو مرفوضاً.

ومع ذلك، يمكن أن يصبح استخدام المواد الإباحية حالة مرضية عندما يكون قهرياً يؤثر في حياة المرء اليومية أو علاقاته أو أدائه في عمله، أو يضره بأي شكل آخر.


ويمكن أن تكون المؤشرات التالية علامات على "استخدام المواد الإباحية القهري" أي المرضي:

  1. قضاء أوقات طويلة في مشاهدة المواد الإباحية.

  2. فقدان السيطرة بمنع النفس من استخدام المواد الإباحية أو الحد منها.

  3. حصول عواقب سلبية نتيجة استخدام المواد الإباحية، مثل تدهور العلاقات الأسرية أو الإجتماعية، صعوبة التركيز على العمل أو المدرسة، أو المشكلات المالية.

  4. الاستمرار في استخدام المواد الإباحية على الرغم من محاولات التوقف أو التقليل.

  5. استخدام المواد الإباحية رغم العلم بدناءتها وتحريمها شرعاً.


ما هي العواقب السلبية لإدمان الإباحية؟

يمكن أن يكون لاستخدام المواد الإباحية القهرية عواقب سيئة كثيرة على حياة المرء، منها:

  1. اضطرابات القلق، وتقلبات المزاج، والشعور بالذنب والخجل أو العار.

  2. تدهور العلاقات: نتيجة الصراعات والتقصير في العلاقات الخاصة بين الزوجين. وكذلك تحول هذه العلاقة إلى متعة جسد باردة.

  3. مشاكل صحية: مثل متلازمة النفق الرسغي نتيجة الإفراط في ممارسة الإستمناء وضعف الانتصاب.

  4. ضعف التركيز والإنتاجية في المدرسة أو العمل، مما يؤدي إلى الإخفاق الدراسي أو الأداء الوظيفي.

  5. المشاكل المالية: بسبب الاشتراكات أو المشتريات أو فقدان الوظيفة.

  6. العزلة الاجتماعية: وقضاء جل الوقت في مشاهدة المواد الإباحية.

  7. الضعف الجنسي: نتيجة انخفاض مستوى الإثارة والرضا في العلاقة الزوجية الطبيعية، مما يؤدي إلى هدم العلاقة الزوجية.

  8. المشكلات القانونية: نتيجة حيازة المواد الإباحية للأطفال أو الإنخراط في علاقات غير شرعية.

 


كيف يغير إدمان الإباحية السلوك الجنسي الطبيعي

فيما يلي بعض الطرق التي قد يتغير بها السلوك الجنسي نتيجة استخدام المواد الإباحية القهري:

  1. زيادة الرغبة في الجدة والتنوع: يبحث المدمنون على المواد الإباحية عن أشكال جديدة وطرق أكثر تطرفا من المواد الإباحية من أجل الحفاظ على نفس المستوى من الإثارة. ويمكن أن يترجم هذا إلى رغبة في المزيد من التنوع والجدة في تجاربهم الجنسية مع شركاء الحياة الحقيقية.

  2. صعوبة تحقيق الإثارة: بمرور الوقت، يؤدي التعرض للمواد الإباحية إلى إزالة حساسية المرء تجاه المحفزات الجنسية، مما يجعل من الصعب عليه أن يصبح مثارا في المواقف الجنسية الواقعية. هذا يمكن أن يؤدي إلى الاختلالات والشذوذ الجنسي.

  3. استخدام الشريك كأداة جنسية فقط: لأن المواد الإباحية تصور الناس كأشياء أو أدوات للمتعة الجنسية. ونتيجة لذلك، لا ينظر المدمنون على المواد الإباحية، لزوجاتهم إلا كمصادر للمتعة بدلا من كونهن نساء لديهن رغباتهن واحتياجاتهن الخاصة.

  4. صعوبة في العلاقة الحميمة العاطفية: إذ تتحول العلاقة الحميمة مصدر للإشباع الجنسي، تخلو من العاطفة، مما يؤذي الزوجة نفسياً ويسبب الإشمئزاز من العلاقة.

  5. زيادة سلوك المخاطرة: قد ينخرط المدمنون على المواد الإباحية في سلوكيات جنسية أكثر خطورة، مثل ممارسة الجنس الحرام الذي ينتج عنه أمراض الجنسية معدية.  كذلك الانخراط في أنشطة جنسية شاذة متعددة كالتي يراها في المواد الإباحية من لواط واستخدام أدوات أو ممارسات مع  الأطفال أو حتى الحيوان.


كيف يمكنني مساعدة نفسي إذا كنت مدمنا على الإباحية؟

إذا كنت قلقاً بشأن استخدامك للمواد الإباحية، وتعتقد أنك تمارسها بشكل قهري، فلعل الخطوات تساعك:

  1. الاعتراف بالمشكلة: الخطوة الأولى نحو معالجة إدمان المواد الإباحية هي الاعتراف بأنها مشكلة، وأن تكون صادقاً مع نفسك بشأن تأثيرها على حياتك وعلاقاتك.

  2. اطلب المساعدة المهنية: تابع مع مختصاً نفسياً يملك الخبرة في علاج إدمان المواد الإباحية. لأنه سيساعدك إن شاء الله في تطوير مهارات واستراتيجيات التكيف وإدارة الرغبات والمحفزات.

  3. ابحث عن الدعم: فكر في الانضمام إلى مجموعة دعم الأشخاص الذين يعانون من إدمان المواد الإباحية، مثل مجموعة عفة توفر هذه المجموعات بيئة آمنة وداعمة لتبادل الخبرات والتعلم من الآخرين.

  4. تحديد المحفزات واستراتيجيات التكيف: تحديد المحفزات التي تؤدي إلى الإستخدام القهري للمواد الإباحية، وتطوير استراتيجيات لإدارتها. قد يشمل ذلك تجنب مواقع الإنترنت أو أنواع معينة من المحتوى، وممارسة اليقظة أو التأمل، أو الانخراط في سلوكيات صحية أخرى لتشتيت انتباهك وشغل وقتك.

  5. ممارسة الرعاية الذاتية: خصص وقتا لأنشطة الرعاية الذاتية، مثل ممارسة الرياضة والأكل الصحي وقضاء الوقت مع الأصدقاء والعائلة. يمكن أن تساعد هذه الأنشطة في تقليل التوتر وتحسين الرفاهية والصحة العامة.

  6. تذكر أن التعافي قد لا يكون بلا انتكاسات: كن صبوراً ومتسامحاً مع نفسك مع الإستمرار في كبح الرغبات.  مع الوقت والجهد والدعم، يمكنك التغلب على استخدام المواد الإباحية وتحسين نوعية حياتك.


كيف يمكنني مساعدة قريب مدمن على الإباحية؟

إذا كان لديك قريب تعتقد أنه قد يعاني من استخدام المواد الإباحية القهري، فيمكنك مساعدته كما يلي:

  1. كن لطيفاً: تعامل مع الموضوع بتفهم وتجنب اطلاق الأحكام. وبدلاً من ذلك ركز على التعبير عن اهتمامك به ودعمك لمسعاه في التغلب على سلوكه.

  2. شجعه على طلب المساعدة المختصة: بمراجعة معالج أو مستشار متخصص في علاج إدمان المواد الإباحية. ساعده في البحث والعثور على معالج أو مرافقته إلى موعده الأول.

  3. وفر له الموارد: ابحث له عن معلومات عن مجموعات الدعم أو مصادر مفيدة له عبر الإنترنت خاصة بإدمان المواد الإباحية.

  4. تدرب على الإنصات الفعال: أنصت إليه دون مقاطعة أو حكم. دعه يشاركك تجاربه ومشاعره وافكاره، لكي تستوعب معاناته وتساعده.

  5. ضع حدوداً: إذا كان استخدامه للمواد الإباحية يؤثر سلباً على علاقتك به أو العائلة. على سبيل المثال، قد تحتاج إلى تقييد الاتصال بك أو تجنب مواقف معينة أو تفاعلاً معيناً.

  6. تذكر: أن التعافي من إدمان المواد الإباحية هو رحلة شخصية، والأمر في النهاية متروك له لطلب المساعدة ومحاولات التغييرات. دورك أنت يقتصر على تقديم الدعم والتشجيع، دون تدخل مباشر في قراراته.


"وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ" 

سورة النور

ختاماً: ما رأي الإسلام في مشاهدة المواد الإباحية؟


يعتبر الإسلام العلاقات الجنسية أمراً مقدساً، وهي تقتصر على الزوجين، ويعد أي شكل من أشكال السلوك الجنسي خارج الزواج حراماً.  وعلى هذا النحو، تعتبر مشاهدة المواد الإباحية حرامٌ في الإسلام.

وفي ذلك لم يعط الإسلام عذراً لغير المتزوجين، فقال الله تعالى:


"إنّما أخشى عليكم شهوات الغيّ في بطونكم وفروجكم ومضلّات الهوى". 

حديث شريف

وكذلك يؤكد الإسلام على أهمية ضبط النفس والعفة في جميع جوانب الحياة، بما في ذلك السلوك الجنسي. 


وفي هذا الشأن يقول النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم:


"قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ".

سورة النور

ولا شك أن مشاهدة المواد الإباحية يعزز الفجور، ويزدري شريك العلاقة، ويهين الكرامة الإنسانية.


و أمر الإسلام بضبط الحواس عن كل ما يجر للزنى والفجور، حيث يقول الله تعالى: