وسائل التواصل الإجتماعي

ما لها وما عليها

لا أحد ينكر أن لوسائل التواصل الاجتماعي دور واضح في حياتنا اليومية.  فهي صحافة اليوم وترفيه اليوم وأخبار العالم اليوم.  وكما أن لها أثرٌ جيدٌ في حياتنا، إلا أن له أثرٌ سلبيٌ يفوق ذلك بكثير. ولقد كان تأثيرها على الصحة النفسية والاجتماعية للإنسان موضوعاً للنقاش العام والعلمي لسنوات.


  • فيسبوك
  • إنستاجرام
  • تويتر
  • تيك توك

فيما يلي إحصائيات من مركز أبحاث أمريكي عام 2021 توضح كم دقيقة يقضي الفرد من مختلف الأعمار  (يومياً) على بعض وسائل التواصل الإجتماعي كل على حده.


كم تقضي أنت يومياً على أي واحد من هذه التطبيقات؟


  • الساعات اليومية

وهنا إحصائية من دراسة أخرى، توضح مجموع الوقت الذي يقضيه الفرد على وسائل الإجتماعي عموماً (يومياً).


كم تقضي أنت يومياً؟


نعود لموضوعنا



 وبالنظر لآثارها الإيجابية، نستطيع أن نحدد بعض الأمور:

  1. تساعدنا في التواصل مع الآخرين، والوصول إلى المعلومات والتعبير عن أنفسنا وأفكارنا والدخول في نقاشات مثيرة.

  2. تعوض عن تناقص التفاعلات الاجتماعية الواقعية في حياة الناس المزدحمة والتي أصبح فيها الكل "مشغول".

  3. توسّع وتقوّي شبكات العلاقات، والتفاعلات الشخصية بين المختصين والمهتمين بأمر ما، مما يخلق فرصاً لتبادل الخبرات والأعمال.

  4. توفِّر فرصاً للتعلم الذاتي واكتساب المهارات في شتى مجالات الحياة، بشكل مجاني لم يكن من الممكن تخيّله سابقاً.

  5. توفر فرصاً لأعمال الخير والتعاون ونشر المعرفة وتبادل الثقافات.

أما ما يتعلق بآثارها السلبية، فربما يكون منها:


  1.  تؤدي -خاصة عند قضاء وقت طويل عليها- إلى اضطرابات النوم والأرق.

  2. وهذه بدورها تجر لمزيد من المشكلات النفسية مثل القلق والإكتئاب والتوتر والسلوك المضطرب بأشكال مختلفة.

  3.  الدخول في علاقات "سيبرانية" غير سوية ينتج عنها تعلق واعتمادية مَرَضيّة، قد تؤدي لمشكلات نفسية هي بدورها.. وقد تصل للإنتحار.

  4. التعرض للتنمر من  المتابعين أو المشاركين، أو الوقوع في شبائك الإبتزاز المالي أو العاطفي أو حتى الجنسي والجرائم كغسل الأموال ونحوه.

  5. خلق واقع وهْمي من خلال استخدام الفلاتر على الوجوه، والتعديل على المشاركات والصور، مما يؤدي للشعور بالنقص والخجل والفقر.. والحاجة غير الحقيقية لمشتريات أو عمليات التجميل التي لا داعي لها، مهما كلف الثمن.

  6. ضعف التركيز والمهارات الذهنية نتيجة إمطار الدماغ بالمثيرات والمحفزات من خلال التطبيقات المختلفة وما تحتويه من مواد مختلفة ما بين حزين وغاضب وفرح… الخ.

  7.  ضعف المهارات الإجتماعية اللازمة للحديث والتفاعل والنقاش، مما يضعف القدرة على تكوين العلاقات الإجتماعية الواقعية بسبب قلة أو انعدام التفاعلات الحقيقة وجهاً لوجه. وهذا يظهر أثره عند دخول الشاب أو الشابة سوق العمل، حيث التعامل مع الناس وجهاً لوجه.

  8. التأثر الفكري الذي يمكن ان يؤثر على التوجهات الثقافية والجنسية والدينية. مثل ما نراه يطرح الآن عن الفرادنية والمثلية والإلحاد.


هل يمكن أن يكون استخدام وسائل التواص الإجتماعي إدماناً؟


نعم يمكن ذلك وهذه علامات إدمان المخدرات كالحشيش والكابتجون والهيروين وخلافها.  وكلها يمكن أن تحدث كما سنشاهد لاحقاً في استخدام وسائل التواصل الإجتماعي:

  1. التحمل: تزايد استخدام المادة المخدرة، بشكل تدريجي ودون قصد لدرجة فقدان السيطرة تماماً.

  2. الإعتماد: على المادة المخدرة وتفضيل استخدامها على حساب أي شيء آخر مثل الدراسة أو العمل أو الأسرة.

  3. الضرر: حدوث أضرار على مستوى الصحة أو المال أو العلاقات أو الدراسة والعمل.

  4. فقدان السيطرة: على التفكير والشعور، والإستمرار في الإستخدام ، لحد عدم القدرة على التوقف عنه رغم الأضرار الواضحة على النفس والمال والدراسة والعمل والأسرة والحياة الإجتماعية.


متى يقرع ناقوس خطر إدمان مواقع التواصل الإجتماعي؟


يمكن أن يقع الإنسان في إدمان وسائل التواصل الاجتماعي تدريجياً. وقد لا يشعر بذلك إلا بعد تدهور حياته وفقد مكتسباته من مال أو وظيفة أو خلافه. وهو إدمان حقيقي يشبه تماماً إدمان المخدرات، كما ذكرنا وإدمان المواد الإباحية في موضوع سابق.


ومن علامات الوصول لإدمان مواقع التواصل الإجتماعي:

  1. الحاجة والرغبة لفتح تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي بشكل متكرر.

  2. قضاء فترات طويلة على الصفحات والتطبيقات الاجتماعية.

  3. قضاء وقت أقل في القيام بأنشطة غير متصلة بالإنترنت.

  4. تقلبات المزاج، خاصة عند فقدان الوصول إلى وسائل التواصل الاجتماعي.

  5. انشغال الذهن بوسائل التواصل الاجتماعي كثيراً، بسبب المنع من استخدامها بوجود ناس أو انقطاع النت، والتخطيط للوصول لها.

  6. الرغبة القوية والمتزايدة في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي أكثر وأكثر.

  7. استخدام وسائل التواصل الاجتماعي للهروب من الواقع والمشاكل الشخصية.

  8. فقدان الشغف والإهتمام بالأنشطة والأمور التي كانت تبعث على المتعة والنشاط

  9. صرف الكثير من المال للمشاركة في بعض تطبيقات التواصل والألعاب.
    الفشل المتكرر في محاولة التقليل من وقت استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، أو التوقف عنها.

يقول صلى الله ع ليه وسلم: لا تزولُ قَدَمَا عبدٍ يومَ القيامةِ حتَّى يُسألَ عن أربعٍ، عَن عُمُرِه فيما أفناهُ وعن جسدِهِ فيما أبلاهُ وعن عِلمِهِ ماذا عَمِلَ فيهِ وعن مالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وفيما أنفقَهُ

حديث صحيح

ما الذي يمكن عمله للسيطرة على إدمان وسائل التواصل الاجتماعي؟


الأمر ليس هيناً ولكن هناك بعض الإجراءات التي يمكن اتباعها للحد من استخدام وسائل التواصل الإجتماعي:


  1. إيقاف تشغيل إشعارات تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي يساعد في تقليل الرغبة في فتحها بشكل متكرر. لأن سماع صوت الإشعار يحفز الدماغ ويضغط عليك لفتح التطبيق. 

  2. التحكم في وقت شاشة وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن يساعد في الحد من الإستخدام، وبالتالي منع الإدمان. وهناك خاصية لمتابعة كم قضيت من الوقت على كل تطبيق.

  3. يعد الحد المستمر من وقت الشاشة أسلوباً فعالاً لمساعدة الأطفال والمراهقين، في الحد من إدمان وسائل التواصل الاجتماعي.

  4. استخدام التعزيز الإيجابي لبناء عادات أفضل لوسائل التواصل الاجتماعي. وذلك بمكافأة تعتمد على تقليل وقت الشاشة الذي تحسبه الكثير من الأجهزة، لهذا الغرض.

  5. تشغيل خاصية عدم الإتصال، تساعد في قضاء وقت مع الأسرة والأصدقاء والأنشطة الأخرى، والتقليل من إدمان وسائل التواصل الاجتماعي.

  6. تعلم هوايات غير معتمدة على الإنترنت (القراءة والرسم والزراعة وخلافها) قد يساهم كثيراً في السيطرة على إدمان وسائل التواصل الاجتماعي.

  7. زيارة العيادة النفسية: واستشارة المختص، أمر ضروري لتحديد المشكلة ومستواها وطرق علاجها وذلك عند الشك في الوصول لمرحلة الإدمان.